داء المقوسات TOXOPLASMOSIS

د. حمود الحبابي

تعريف المرض:

يعتبر داء المقوسات (داء القطط ) واحد من أهم الأمراض الطفيلية المشتركة بين الإنسان والحيوان يسببه طفيل من رتبة الأوليات وحيدة الخلية  يسمى المقوسة القنديةToxoplasma Gondii   الذي أخذ اسمه نسبة إلى مرتفعات «جوندي» الأمريكية حيث اكتشف هذا الطفيلي للمرة الأولى عند الإنسان عام 1958م ، وقد حظي هذا المرض في السنوات الأخيرة باهتمامات طبية مهمة نظراً لانتشاره الواسع في أنحاء العالم وما ثبت من آثار خطيرة له على الإنسان خاصة السيدات الحوامل والأطفال حديثي الولادة.

الانتشار الجغرافي:
ينتشر هذا المرض في جميع أنحاء العالم بما فيها الوطن العربي. ويعتبر المرض الطفيلي الأكثر انتشارا على وجه الأرض حيث يقدر عدد الذين سبق إصابتهم بهذا المرض (يحملون أجساما مضادة ضد داء القطط) ما بين 30%-50 % من سكان الأرض.

ويتواجد المرض بنسبة كبيرة في اليمن حيث اظهرت دراسة اجريت عام 2008م على 384 امرأةً حاملاً في المرحلة العمرية ما بين 15 -45 عاماً، من النساء اللواتي ارتدنَ عدداً من المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة صنعاء، حيث تم فحصها بالكشف عن المستضدات  IgM و IgG باستخدام اختبار اليزا (ELISA) حيث اظهرت النتائج أن معدل الانتشار المصلي للمستضدIgG   هو  55,5% بينما كان للمستضد IgM 16,7%.

العامل المسبب:
هو المقوسة القندية Toxoplasma Gondii  من رتبة الأوليات وحيدات الخلية Protozoa وهو طفيلي داخل خلوي إجباري بمعنى أنه لا يستطيع التكاثر وغزو العضو المصاب إلا بعد الدخول لوسطه الخلوي.

طرق الانتقال:

1-    عن طريق تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل جيد , الحليب من الحيوانات المصابة, الطعام والخضروات الملوثة ببراز القطط المصابة وكذلك الحشرات ناقلة القاذورات والصراصير التي تنقل الطفيل من براز القطط الى الطعام.

2-    العدوى عن طريق نقل الدم ونقل الأعضاء نادرة ولكن ممكن حدوثه.

3-    تتعرض السيدات أكثر من الرجال للعدوى من مصدرين مهمين :

                الأول :عند فحص وإعداد اللحوم للطهي.
والثاني : من براز القطط المنزلية والتلوث البيئي الذي يحدثه.

4-    كما تنتقل الإصابة من دم الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة.     

أعراض المرض:

الكثير من المصابين بهذا المرض قد لا تظهر عليهم أية أعراض (80 % من المصابين يتعافون خلال أسبوع إلى بضعة أسابيع من دون الحاجة إلى علاج) والأعراض التي قد تظهر غالبا ما تكون خفيفة وتشبه أعراض الزكام مع التهاب في الحلق، إرهاق، آلام في العضلات، حمى خفيفة تستمر أحيانا من أسبوع إلى عدة أسابيع.

الإصابة عند الحوامل:

1-      إذا حدثت العدوى للسيدة الحامل في الثلث الأول والثاني من الحمل تكون الإصابة خطيرة على الجنين في الرحم  غالبا ًيحدث اجهاض .

2-     إذا حدثت الإصابة في الثلث الأخير من الحمل يولد الطفل ميتاً أو مشوهاً أو متخلف عقلياً أو وجود تضخم مائي بالرأس أو فقد الإبصار نتيجة إصابة شديدة في العين أو إصابات خلقية في عضلة القلب تؤثر على أدائه كما يلاحظ الحمى واليرقان والطفح الجلدي وضخامة الكبد والطحال.

3-   إذا لم تظهر الأعراض عند الولادة فقد يظهر واحد أو أكثر من هذه الأعراض بعد 12 – 4 أسبوع من الولادة وهي:
استسقاء الرأس أو صغر الرأس ,التهاب العين, تكلس الدماغ ,اضطرابات عصبية وتنفسية. 

التشخيص:

1-    اختبار الصباغ لسابين وفيلدمان (Sabin Feldman dye test):

يعتبر من الاختبارات الجيدة في الكشف عن التوكسوبلازما حيث يعتمد على عدم صبغ المقوسات الحية بصبغة الميثلين الأزرق في حال وجود الأجسام المضادة في مصول الإنسان والحيوانات المراد الكشف عن الإصابة فيها ، وفي حال صبغ المقوسات بصبغة أزرق الميثلين فإنه يدل على عدم وجود المرض.

2-    اختبار التلازن (التخثر) الدموي (Toxoplasma latex agglutination test).

3-     اختبار الاليزا (.(ELIZA Test

4-    اختبار التألق المناعي الغير مباشر IFA (Indirect Fluorescent Antibody).

5-    اختبار فحص الجلد للحساسية .(Toxoplasmin Test)

6-    اختبار تثبيت المتمة ((Complement Fixation Test.

7-    الفحص المجهري: لإثبات وجود المقوسات في شرائح الأنسجة أو اللطخات.

نزل المقال من هنا